کد مطلب:18092 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:285

السنة المطهرة
وردت أحادیث نبویة مستفیضة تدلّ علی أن الوصیة فریضة محكمة و سنّة ثابتة، و تؤكد أن علی كلّ مسلم أن یوصی قبل معاینة الموت، نذكر منها:

1ـ قوله صلّی اللّه علیه و آله: «الوصیة حقّ علی كلّ مسلم» [1] 2ـ قوله صلّی اللّه علیه و آله: «المحروم من حُرِم الوصیة» [2] . 3ـ و قوله صلّی اللّه علیه و آله: «ما حقّ امرئ مسلم له شیء یرید أن یوصی فیه، یبیت لیلتین إلّا و وصیته مكتوبة عنده» [3] . و حاشا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله أن یأمر بالشیء و یؤكّده ثمّ یتركه و لا یأتمر به، بل هو السبّاق إلی الطاعات و مرشد الاُمّة و دلیلها إلی كلّ برّ و خیر.

قال الشوكانی: و كیف یظنّ برسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله أن یترك الحالة الفضلی ـ أعنی تقدیم التنجیز قبل هجوم الموت، و بلوغها الحلقوم ـ و قد أرشد إلی ذلك و كرّر و حذّر، و هو أجدر الناس بالأخذ بما ندب إلیه [4] .

أما من حیث وصیته بخصوص الخلافة فانه صلّی اللّه علیه و آله عیّن وصیه منذ تباشیر



[ صفحه 34]



الدعوة الإسلامیة حین نزلت (و أنذِرْ عشیرَتَكَ الأقرَبِینَ) [5] فكان علی ابن أبی طالب علیه السلام دون غیره من أفراد الأمة، و لم یزل بعد ذلك یكرّر وصیته و یؤكّدها بعهود لفطیة كثیرة سنذكرها فی الفصل الثانی من هذا البحث.

و أراد صلی اللّه علیه و آله و هو فی المحتضر أن یكتب وصیته إلی علی علیه السلام تأكیداً لعهوده اللفظیة السابقة، و توثیقاً لنصوصه القولیة علیه، فقال صلّی اللّه علیه و آله: «ائتونی بداوة و فرطاس أكتب لكم كتاباً، لن تضلوا بعدی أبداً» فتنازعوا و لا ینبغی عند نبیّ تنازع فقالوا: ما شأنه أهجر، أو إن رسول اللّه غلبه الوجع، و عندها علم صلّی اللّه علیه و آله أنه لم یبقَ بعد قولهم هذا أثر لذلك الكتاب غیر الفتنة و الاختلاف، فقال لهم: «قوموا عنّی» أو «دعونی فالذی أنا فیه خیر» [6] و اكتفی بعهوده اللفظیة و بلاغاته السابقة بلفظ الوصیة تارة، و الولایة اُخری، والخلافة أو الإمامة ثالثة، و بالنصّ الصریح علی الوصیة لأمیر المؤمنین علیه السلام.

قال الشاعر: أوصی النبی فقال قائلهم و رأی أبا بكر أصاب و لم قد ظلّ یهجر سیدُ البشرِ یهجر و قد أوصی الیعمرِ.


[1] المقنعة/ المفيد: 666 ـ كتاب الوصية ـ باب الوصية و وجوبها ـ جماعة المدرسين ـ قم، وسائل الشيعة / الحرّ العاملي 13: 352 / 24544 ـ مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم.

[2] كنز العمال / المتقي الهندي 16: 613 / 46051 ـ مؤسسة الرسالة ت بيروت ـ 1405 هـ.

[3] صحيح مسلم 3: 1249 / 16275 ـ أوّل كتاب الوصية ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1398 هـ.

[4] العقد الثمين / الشوكاني: 37 ـ مركز الغدير ـ قم ـ 1419هـ.

[5] سورة الشعراء: 26 / 214، وسيأتي الحديث في الفصل الثاني.

[6] راجع: صحيح البخاري ـ 7: 219 / 30 ـ كتاب المرضي ـ باب قول المريض: قوموا عنّي ـ عالم الكتب ـ بيروت 1406 هـ، صحيح مسلم 3: 1257، 1259 ـ كتاب الوصية ـ باب 5، مسند أحمد 1: 222 و 324 ـ دار الفكر ـ بيروت.